لنتحدث بقليل من الصراحة عن العلمانية

العلمانية احد اكثر المصطلحات جدلا في حراكنا الثقافي .. فقد كانت تهمة جاهزة تلقى في وجه الكثيرين بسبب وبدون سبب لعقود طويلة .. ولم يكن احد يجرؤ على تبينها حقيقه .. لكن السنوات الاخيرة شهدت تحولا حيث ظهر عدد من المدافعين عن العلمانية .. وقد تركزت جهودهم في محاولة اعادة تعريف العلمانية بشكل مختلف قليلا عما تعودنا عليه.

لكن المحرك الرئيسي والذي قلب الطاولة فعلا متابعة قراءة “لنتحدث بقليل من الصراحة عن العلمانية”

الولايات الثلاث واعادة العد .. هل تصبح هيلاري رئيسة بعد كل شئ؟

لا حديث للمهتمين بمتابعة السياسة الامريكية هذه الايام الا دعاوي اعادة عد الاصوات في بعض الولايات الهامه .. هذا الحديث يثير عددا من الاسئلة اهمها .. ماهي هذه الولايات تحديدا؟ لماذا هي هامه؟ ما الدافع وراء هذه الدعوات؟ ماهي الاجراءات التي يمكن اتخاذها؟ وماالنتائج التي يمكن ان تخرج من مثل هذا الاجراء؟ سأحاول الاجابة عن كل من هذه الاسئلة بالترتيب. متابعة قراءة “الولايات الثلاث واعادة العد .. هل تصبح هيلاري رئيسة بعد كل شئ؟”

الكثير من الحديث عن الديموقراطية

الحديث عن الديموقراطية .. مدحا او قدحا .. يدور في اوساطنا منذ عقود طويلة .. لكنه كان محصورا ضمن نطاقات صغيرة نسبيا .. وكثيرا ما كان يأتي ضمن نطاقات القدح والتكفير .. لكن امواج التحركات في العقد الاخير .. ممزوجة بانفجار ظاهره وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الديموقراطية من المواضيع الساخنه التي تناقش يوميا.

لكن الاشكالية في غالبية هذه النقاشات انها لا تشرح ماهي الديموقراطية فعلا .. اما لان فهم من يناقش هذا الامر او ذاك للديموقراطية مشوش متابعة قراءة “الكثير من الحديث عن الديموقراطية”

حركة الحقوق المدنية .. العصابات العنصرية .. وانا

قبل عدة سنوات كنت اشاهد فلما وثائقيا عن حركة الحقوق المدنية في امريكا .. الفلم كان ملئ بمشاهد للاحداث والصدامات بين السود والبيض بعضها حقيقي وبعضها معاد تمثيلة .. بعض المشاهد كان مؤثرا جدا .. كمشهد كافيتيريات الغداء الذي اعيد تمثيلة في فلم ذا بتلر وكان احد اكثر المشاهد تأثيرا في الفلم. متابعة قراءة “حركة الحقوق المدنية .. العصابات العنصرية .. وانا”

الكونقرس الامريكي .. مهامه .. اقسامة .. قياداته .. وطريقة عملة

قسم الدستور الامريكي .. كحال جميع الدساتير الديموقراطية .. السلطة الى ثلاث فروع واعطى لكل فرع مهام وصلاحيات خاصة .. يتولى الكونقرس مهمة السلطة التشريعية في البلاد .. ايضا يحتوي الدستور الامريكي على ما يسمى ال checks and balances .. وهو مبدأ موازنة بين السطات الثلاث يمنع اي منها من التفرد تماما بسلطته. متابعة قراءة “الكونقرس الامريكي .. مهامه .. اقسامة .. قياداته .. وطريقة عملة”

ماهو اوباماكير .. لماذا حاربه الجمهوريون .. وماذا سيفعلون به

اذا كنت ممن يتابعون اخبار السياسة الامريكية ولو عرضا فانت بالتأكيد تسمع عن اوباماكير .. وعن حرب الجمهوريين التي بلغت كسر العظم لالغاءه .. فهل تعرف ماهو اوباماكير ؟

اذا لم تكن تعرف فلا تحزن .. كثير من الامريكيين لايعرف تفاصيله الحقيقيه رغم انه قضية محورية في الصراع بين الجمهوريين والديموقراطيين متابعة قراءة “ماهو اوباماكير .. لماذا حاربه الجمهوريون .. وماذا سيفعلون به”

تعقيب وشرح لمقال د. خالد الدخيل (الثورة الأميركية: هل تشبه الربيع العربي؟)

كتب الدكتور خالد الدخيل مقالا رائعا كما عودنا عن الثورة الامريكية التي تمثلت في فوز ترمب بانتخابات ٢٠١٦ .. ولقد استثارتني اهمية المقال البالغة وقدرة الدكتور الباذخه على شرح وتوصيف الاحداث بطريقة سلسلة وواضحة لكتابة هذا التعقيب الذي يشتمل على تصحيحين صغيرين ومحاولة لشرح بعض التفاصيل التي اجملها الدكتور اما لاغراض المساحة او لانه يرى انها واضحه ومفهومة لا تحتاح مزيدا من الشرح .. فأنا على عكس الدكتور خالد .. فاشل تماما في الاختصار واندفع مجبرا نحو تفصيل كل جزئية مهما كانت واضحه او غير هامه.

سأبدأ بغير المهم لانتهي منه بسرعه وانتقل للاهم .. ذكر الدكتور الفاضل في مقاله ان بيرني ساندرز حصد عشرات الملايين من الاصوات .. الصحيح ان بيرني ساندرز حصد ١٢ مليون صوت في الانتخابات الاوليه فقط .. وهو رقم كبير في الانتخابات الاولية حيث حصدت هيلاري كلينتون اقل قليلا من ١٦ مليون صوت وحصد دونالد ترمب اكثر قليلا من ١٣ مليون صوت.

الغلطه الصغيرة الاخرى ان الدكتور ذكر ان ترمب تغلب على ١٦ مرشحا جمهوريا في الانتخابات الاولية كان جميعهم يمثلون تقاليد مؤسسة الحزب المتوارثة .. الصحيح انه كان يوجد من ضمن ال ١٧ مرشحا للانتخابات الاولية للحزب الجمهوري ثلاث مرشحين من خارج المؤسسة التقليدية .. دونالد ترمب و بين كارسون و كارلي فيورينا .. الثلاثه كانوا يحتلون المراكز الاولى في استطلاعات الرأي في البداية لكن ترمب هو الوحيد الذي صمد لمراحل متأخرة من الانتخابات الاولية.

بعد ان انتهينا من الجزء الاقل اهمية من حديث اليوم .. يمكننا ان ننتقل للجزء الاهم .. وهو محاولة شرح وتوضيح بعض النقاط التي ذكرها الدكتور في مقاله.

تحدث الدكتور في اجزاء مختلفه من مقالة عن عدم حتمية الصدام بين الطبقات المتمرده وبين النظام السياسي .. واشار الى امتلاك النظام لادوات الحوار والتفاوض مع الطبقة المتمردة عليه.

ما اريد الحديث عنه هو الآليات والادوات التي يمتلكها نظام الحكم في امريكا لاحتواء هذا التمرد والتعامل معه وحتى الاستجابة له .. لاشك ان كل طبقة حاكمة لديها اجنده تحاول تطبيقها لانها تراها الوسيلة الامثل للحكم .. وبالتالي تحاول هذه الطبقة من خلال الادوات السياسية المعتاده والاعلام ترويج هذه الاجنده وحشد التأييد خلفها.

لكن الحقيقه التي يغفل عنها البعض والتي اشار لها الدكتور اجمالا باوصافه المذكورة ان هذا الطريق ذو اتجاهين .. كما تؤثر الطبقة الحاكمة في الشعب لتقنعه باجندتها فهي تتأثر به وتتحس توجهاته لتعديل هذه الاجنده لتتمكن من تحقيق تطلعات الشعب او على الاقل كسب تأييده.

المرشحين السياسيين من اصغر طبقاتهم وحتى اعلاها يجتمعون بناخبيهم عن طريق مؤسسات المجتمع ويتحاورون معهم ويتلقون مطالبهم ويحاولون اقناع الناخبين باجنداتهم .. سياسات الاحزاب باغلبها تصاغ داخل هذه التحركات التي لا يغطيها الاعلام كثيرا لاسباب مفهومه .. وعندما يتسع الفارق بين توجهات الطبقات الاجتماعية وبين الطبقة الحاكمه يظهر هذا بوضوح على نتائج الانتخابات التي تعاقب الابعد.

الطبقة الحاكمة لا تتجاهل هذا التباعد ابدا .. بل تعمل على اكتشاف اسبابه والتجاوب معها .. وكلما تأخر هذا التجاوب زادت حدة العقاب من قبل الناخب للمرشحين .. ظهر هذا مثلا في موجة العقاب لمرشحي الحزب الجمهوري التي بدأت في انتخابات ٢٠١٠ .. ادخلت هذه الانتخابات عددا كبيرا من المرشحين الاكثر تشددا ويمينيه لقوائم الحزب الجمهوري اجبارا في الانتخابات الاولية .. وقد استجابت قيادات الحزب الجمهوري لهذا التطلع وتوجهت نحو التشدد في تطبيق الاجنده اليمينيه .. لكن هذا التشدد في الواقع اتى بنتيجة عكسية فقد زاد التشدد من تعطيل عمل واشنطون ولم يحقق مطالب اليمينيين سوا في تعطيل اوباماكير او زواج الشواذ او اصلاح قوانين الهجرة كما انها لم تحقق مردود اقتصادي حقيقي على الطبقة العاملة فأتت موجة العقاب الاخرى التي فرضت ترمب على رأس الحزب الجمهوري.

المثال الاخر الذي يستحق التوقف عنده لفهم طريقة عمل المسار الاخر لتسويق الاجندات السياسية هو ماحدث في انتخابات ١٩٩٢ .. تلك الانتخابات شهدت ترشح ثلاث مرشحين .. الرئيس الحالي وقتها جورج بوش الاب .. بيل كلينتون .. والمرشح الثالث روس بيرو

حصد كلينتون في تلك الانتخابات ٤٣٪ من الاصوات في مقابل ٣٧٪ حققها جورج بوش الاب .. لكن الرقم الاهم هو ال ١٩٪ التي حققها روس بيرو .. اول خطوة قام بها بيل كلينتون بعد الانتخابات هي اجراء اجتماع مطول مع روس بيرو .. الغرض كان فهم اجندته التي استطاعت جذب خمس الناخبين .. ماذا قال لهم .. وكيف استجابوا له .. لماذا صوتوا له بالضبط .. ما الذي يمكن تحسسه وتبنيه من اجندة بيرو.

هذا التصرف لم يكن محصورا على كلينتون .. حتى قيادات الحزب الجمهوري اجتمعت مع بيرو وتناقشت معه لنفس الدوافع والاهداف .. كلها بغرض معرفة ماهو الامر الذي فشل كلا الحزبين في تحسسه لدى الناخبين وجعل خمسهم يصوت لهذا المرشح وكيف يمكن تبني اهم مطالب هذه الفئه وتحقيقها.

هذا الجزء من آلية العمل الديموقراطي الامريكي هام جدا .. فهو المقابل لنظرة سيطرة الاعلام والطبقة الحاكمة وسوق الناخب نحو توجهاتها واجنداتها وهو اداة التصحيح الاهم التي تحفظ مسار الحكم في اقرب درجة لتوجهات وتطلعات الشعب .. وبقدر نجاحه يزداد الاستقرار .. وبقدر فشله يضعف وتتصاعد الاضطرابات كما رأينا في عدد من المناسبات التاريخيه .. ولكن لانه دائما موجود فهو صمام الامان الاهم في النظرية الديموقراطية واداة التصحيح الموجودة دائما لحفظ استقرار البلد والنظام.
احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
١٢ نوفمبر ٢٠١٦

الكلية الانتخابية Electoral College

لم اكن انوي الحديث عن هذا الموضوع لانه ببساطة اكثر موضوع تم نقاشه في وسائل الاعلام العربية ضمن تغطيتها الاخبارية للانتخابات الامريكية بدليل انني كتبت سابقا عن تفاصيل دقيقه بالارقام عن مدى امكانية اختلاف التصويت الشعبي عن النتيجة الفعلية للانتخابات في معرض حديث لي عن قراءة استطلاعات الرأي بدون التعرض للخطوط العامه.

لكن كمية المعلومات المغلوطة التي قرأتها عن هذا الموضوع خلال الايام القليلة الماضية .. حتى من بعض المتابعين الجيدين للسياسة الامريكية .. جعلتني اقرر الحديث عنه ببعض التفصيل متابعة قراءة “الكلية الانتخابية Electoral College”

اللوبي الصهيوني .. امريكا .. واستراحتنا

اعرف انني وعدت بتغريدة في تويتر يوم امس ان اتحدث عن العوامل التي جذبت الناخبين نحو ترمب .. لكن بصراحة موسم الانتخابات كان طويلا جدا ومرهقا جدا لدرجة التشبع والاملال .. اضافة الى ان الجميع يتحدث اليوم عن الانتخابات التاريخية .. واي حديث سيقال عنها سيضيع في الضجيج .. لذا قررت ان اكتب في موضوع مختلف متابعة قراءة “اللوبي الصهيوني .. امريكا .. واستراحتنا”

لماذا صوت الامريكيون لترمب

استيقضت هذا الصباح وخرجت من المنزل .. الجو يميل للبرودة قليلا والهواء منعش فعلا والناس عن يميني وشمالي متوجهين لاعمالهم ومدارسهم بنفس الهدوء المعتاد .. بل اكاد ارى ابتسامة هنا وهناك .. لم تسقط قطع من السماء ولم تتشقق الارض بعد .. يبدو اننا سنستطيع النجاة من بضع سنين يحكم فيها ترمب امريكا!

الدنيا ستضج لايام قد تطول بالتحاليل حول (لماذا وكيف فاز ترمب؟) .. فئة ممن سيمارسون هذا التحليل والشرح كانوا حتى آخر لحظه يقسمون بان هيلاري ستفوز لا محالة .. وفئة اخرى تردد مقولات ليس لها معنى او اساس لمجرد ان شكلها اعجبها .. وكلا الفئتين في هذه اللحظه تحديدا مزعج ممجوج و (يازينه ساكت).

لا اخفيكم سرا اني كنت انوي التجمل بالسكوت لفتره على الاقل .. منها لتقليل الضجيج ومنها لاخذ قسط من الراحة بعد شوط طويل ومرهق جدا .. لكني تذكرت وانا ادخل من الباب قبل قليل انني من النوادر الذين كانوا يصرون طوال فترة الانتخابات انه لايمكن الجزم بمن سيفوز .. لا انكر انني كنت اتوقع هيلاري او اتمناها .. لكني كنت اعلم ان الصندوق قد يخرج منه اي شئ ورددت ذلك باستمرار.

هذا يعطيني العذر بالتحليل كما اشاء .. وسأستغل هذا العذر لاصافح اعينكم بأحد اهم الاسئلة المطروحه هذا الصباح .. ترمب خلال فترة الحملة الانتخابية ادلى بالعديد من التصاريح والكلمات الخطيرة .. منها ما تراجع عنه كمنع المسلمين .. ومنها ما اهمله .. لكنها في مجملها اما وعود مستحيلة التحقيق (لانها ليست من ضمن صلاحيات الرئيس مثلا) او كذبات بجيحه .. او شطحات تستفز قطاعات من المجتمع الامريكي.

كيف صوت الناخب الامريكي لترمب رغم كل ذلك الكم من التصاريح التي تعطي انطباعا جازما بالجهل او الكذب او كلاهما ؟؟

وانا افكر بهذا السؤال تذكرت تحليلا لاحد المتابعين السياسيين قاله في احد القنوات اثناء فترة الحملة الانتخابية لاجابة سؤال مماثل موجه من قبل احد المذيعين .. كانت الاجابه .. والحديث موجه للمذيع وضيوفه .. انتم تأخذون كلام ترمب حرفيا ولكنكم لا تأخذونه بجديه .. مؤيدي ترمب يأخذونه بجديه لكنهم لا يأخذون كلامه حرفيا.

بمعنى انهم يأخذون ترمب كمرشح بشكل جدي وانه قد يكون فعلا قادر على الفوز ومن ثم تحقيق وعوده الكبيرة .. لكنهم لا يأخذون كلامه حرفيا بل يكتفون بالافكار العامه فقط دون تحميلة تبعات تفاصيل حديثه المختلفه امامهم .. لذلك استمروا بدعمه حتى آخر لحظه وحققوا له الفوز المنشود.

في المقابل غالبية المحللين السياسيين كانوا يأخذون كلام ترمب حرفيا ويدققون في كل المعاني التي يحملها وبالتالي يرون متناقضاته او استحالاته ويبرزونها .. لكنهم لا يأخذون الحديث بجديه في مجمله.

خلوني اضرب لكم مثال وان كان فيه بعض التسطيح والسذاجه لكنه صالح لايصال الفكرة .. تخيل انك تحضر مسابقه بين فردين ويوجه لهما سؤال .. فلان مخرب ماذا ستفعل به .. احد المتسابقين اجاب ابارفسه رفسه تطيره ما يرده الا اسطنبول .. المحللين تفرغوا لمناقشه (دباشه ذي ؟؟ وشلون بيوصله اسطنبول وهو ماعنده جواز ؟؟) و (اصلا من قال ان الاتراك بيقبلون يستقبلونه) و (لنفرض جدلا انه بيسويها .. وش بتكون ردة فعل القوات الجوية الاردنية على اختراق جسم مجهول لاجوائها؟؟) فهم اخذوا الكلام بدقه وناقشوا تفاصيله .. لكن ما احد منهم اخذه بجديه ان المتسابق ممكن فعلا يتخلص من المخرب نهائيا.

لكن لجنة التحكيم (الناخب في حالة ترمب) لم تأخذ الكلام بدقه .. لكنها اخذت تصريح ترمب بانه بيكنس المخرب تماما بجديه .. واقتنعوا فيه .. ماكان يهمهم كثير مدى امكانية وقانونية تطبيقة بنفس الطريقه اللي ذكرها لكنهم اقتنعوا ان الهدف سيتحقق بشكل او بآخر .. خصوصا انهم كانوا فاقدين للثقه بقدرة المؤسسة التقليدية الحاكمه على تنفيذ اي شئ في ظل شللها المستمر منذ عدة سنوات واندفاعهم نحو تغيير وجه النظام الممثل في شخص الرئيس.
احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
9 نوفمبر 2016