قبل عدة سنوات كنت اشاهد فلما وثائقيا عن حركة الحقوق المدنية في امريكا .. الفلم كان ملئ بمشاهد للاحداث والصدامات بين السود والبيض بعضها حقيقي وبعضها معاد تمثيلة .. بعض المشاهد كان مؤثرا جدا .. كمشهد كافيتيريات الغداء الذي اعيد تمثيلة في فلم ذا بتلر وكان احد اكثر المشاهد تأثيرا في الفلم.
الفلم .. كأي فلم وثائقي جيد .. كان يتعرض للقصه من كلا الطرفين .. كنت اشاهد الفلم يتحدث عن العصابات العنصرية .. وفكرة مزعجة تلح في رأسي .. فكرة انه في زمن اخر ومكان اخر كان من الممكن ان اكون من ضمن هؤلاء العنصريين الهمج.
كانوا سيئين فعلا .. ويقومون بأفعال مريعة .. لكنهم لم يفعلوها لانهم اشرار .. من الثابت ان بعضهم .. كانوا اخيار .. اذكياء .. ومتعلمين ..
مثلي تماما!
لقد كانوا عنصريين لانهم لم يكونوا يعرفون افضل من ذلك .. كانوا عنصريين لانهم نشأوا بهذه الطريقة .. ولو نشئت انا في ذلك الزمان .. بين أولئك الاشخاص .. لربما كنت واحدا منهم.
ربما كنت عنصريا بغيضا.
هذه الفكرة المريعة جعلتني اتفكر .. اذا كنت نجوت من هذا المطب .. فياترى .. ماهي المطبات التي لم انج منها؟!
تلك الفكرة هزتني كثيرا .. وجعلتني اؤمن انه من المهم لكل شخص ان يستمر في التحقق من مواقفه وافكاره .. يجب ان تستمع للاخرين .. وان تحتفظ بعقلية متفتحه على مختلف وجهات النظر .. واذا وجدت نفسك في اي يوم من الايام في الجانب الخطأ .. فعليك الانتقال للاتجاه الصحيح فورا.
منذ ذلك اليوم وانا اسأل نفسي كل صباح .. ماهي المطبات التي لم انج منها ؟؟ انت ايضا يجب ان تسأل نفسك .. وتفكر .. وتستمر في التفكر .. فالحقيقة بعكس مانردد كل يوم .. ليست واضحة ولا سهلة المنال .. لاتكن تابعا لاي ايدلوجية .. بل كن انت .. مستقلا باحثا دائما عن الفكرة الافضل اينما وجدت .. متحديا لافكارك وقناعاتك على طول الخط .. فانت لاتريد ان تجد نفسك يوما وسط عصابة عنصرية هوجاء.
احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
٢٠ نوفمبر ٢٠١٦