المناظرة الرئاسية الامريكية الثانية

هناك 13 مليون امريكي ذهبوا لصناديق الاقتراع في الانتخابات الاولية وصوتوا لصالح ترشح ترمب .. هؤلاء هم القاعدة الانتخابية المخلصه له وهم من حملوه لصدارة الانتخابات الاولية للحزب الجمهوري.

بعد ان اصبح المرشح الرسمي للحزب الجمهوري انضم له عدد من الجمهوريين الملتزمين بالتصويت مع المرشح الجمهوري مهما كان اسمه.

ترمب عاش مع الفئة الاولى ما يقارب السنه منذ بداية حملته .. ومع دخول الفئة الثانية بدأ كما هو مفترض في محاولة الحصول على اصوات الجمهوريين المترددين والمستقلين لكي يصل للفوز بانتخابات الرئاسة الامريكية.

وجود فئة تكره هيلاري لاسباب متعدده منها حملة الحزب الجمهوري المركزة ضدها منذ اكثر من سنتين اعطى حملة ترمب بعض الزخم.

لكن الزخم لم يكن كافيا ابدا .. رغم محاولة حملة ترمب تحويل اساليبها واتجاهها بغرض كسب الفئات الاخرى الا ان النتيجه كانت الفشل في تحقيق اي نجاح حقيقي في اجتذاب عدد كافي من المؤيدين لجعل الفوز ممكنا.

ظهر ذلك جليا عند الوصول للمناظرة الاولى والتي مثلت فشلا ذريعا لحملة ترمب .. ذلك كان ناتجا بدرجة كبيرة لاخطاء ترمب نفسه المتكرره والمستمره لكنه كالعاده رفض الاعتراف بذلك.

بدلا من الاعتراف باخطاءه ومحاولة الاستمرار في الانضباط قدر المستطاع على امل استرداد بعض الزخم المفقود .. انقلب ترمب على كل شئ وعاد مجددا لمخاطبة قاعدته الاصلية التي انجحته في الانتخابات الاولية خلال المناظرة الثانية.

المشكله ان هذه القاعده محدوده جدا .. حقيقة انها تتركز في مؤيدي الحزب الجمهوري انجحته في الانتخابات الاولية .. لكن عند الحديث عن القطاعات الاوسع التي تشمل جميع الناخبين الامريكيين يتحولون الى نسبه صغيره لاتكفي للفوز ولا للاقتراب منه.

لذا بالرغم من كون ترمب ظهر في المناظره وكأنه ند لهيلاري وجعلها في موقع الدفاع خلال فترات كثيره .. الا ان هيلاري في تحليلي فعلت ماتحتاج ان تفعله .. تظهر متماسكه وتتركه يصول ويجول منتشيا باحساسه بالفوز في المناظره حتى يتم تقطيعه خلال الساعات القادمه من قبل الاعلام الذي سينبش كل حرف قيل في المناظره بحثا عن الاخطاء والكذبات .. لن يجد الا القليل عند هيلاري لكنه سيجد قوائم طويلة من الاتهامات والكذبات لدى ترمب مما سيكون محور الحديث الرئيسي للاعلام خلال الايام القادمة.

ترمب كالعاده اطلق النار على رجله .. اوضح مثال لما قلته عندما هدد كلينتون بالسجن عندما يفوز بالرئاسة .. في مناسباته الانتخابية كان جمهورة المتحمس يهتف lock her up في اشارة للمطالبة بسجن كلينتون لذا فاشارته لاعتبارها تستحق العقوبه كانت تروق لهم.

لكن في هذا المكان وهذا الوقت .. تعتبر مثل هذع الاقوال تعدي خطير .. وتحمل عارا للديموقراطية الامريكية .. الاعلاميين الامريكيين يقولون بوضوح لو ان هذا حدث في اي مناظرة في اي بلد لاتهمته امريكا بالاخلال بالديموقراطية وطالبت بارسال مراقبين للانتخابات .. كلام خطير فعلا يدل على ان ترمب لايعرف معنى ولا عواقب ما يقوله.

هذا يروق لقاعدته المخلصه ويثير حماسها .. لكنه يثير رعب وهلع غالبية فئات الناخبين خصوصا المهتمين بالسياسه .. وهم من يحرصون على التصويت عادة .. لذا اتوقع ان تشهد ارقام ترمب ارتفاعا بسيطا او على الاقل بعض الثبات لتعود بعدها للهبوط اكثر واكثر مالم يظهر حدث كبير يؤثر بشكل ملموس على توجهات الناخبين.

 

احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
9 اوكتوبر 2016