من المستفيد .. ماذا يستفيد؟؟

منذ أشهر قليلة صدر حكم المحكمة الامريكية العليا بزواج المثليين .. بالتأكيد تتذكرون هذا الخبر فقد اثار ضجه وقتها .. ما اريد ان اتحدث عنه اليوم ليس قرار المحكمه بالتأكيد .. ولكنها تعليقات سمعتها في بعض وسائل الاعلام في ذلك الوقت .. هذه التعليقات لفتت انتباهي بالرغم من انها كانت طرح بسيط وجانبي .. وظهر مؤخرا بعض الكلام في تويتر ذكرني بها.
اعلم ان حديثي اعلاه غامض .. تحملوني قليلا لافكك لكم خيوط الغموض.
مؤخرا شاهدت في تويتر عدة تعبيرات من عدة اشخاص تشي بالملل لحد القرف من صراع التيارات الدائر في اروقة فضائنا الاعلامي والالكتروني .. اطراف نقيض تتجاذب وتتطاحن فيما بينها حول نفس القضايا .. اجترار متكرر لنفس الصراع بنفس الطريقه حول نفس النقاط في روزنامه سنويه اصبحت واضحه ويمكن التنبؤ بها .. وفي فترات الراحه يبدأ اجترار قضايا قيادة المرأه والاختلاط والاتهامات بدعم التطرف فكريا او ماديا .. نفس القضايا .. نفس المواضيع .. نفس الطرح بنفس الاسلوب.

التأفف والتضجر من هذا التكرار والاجترار للمواضيع اصبح ظاهرا ويمكن لمسه في تويتر على الاقل .. ليس جديدا ان البعض يلمح والبعض الاخر يصرح ان الدولة تتعمد عدم حسم بعض هذه القضايا لتبقى هذه القضايا تشغل الناس عن امور اخرى ربما لا يراد جعلها قضايا رأي عام.
لكن هذه الفكرة ليست جديدة ايضا .. طرحت كثيرا كما ذكرت اعلاه .. ولانه لايمكن الاضافه للموضوع كما لايمكن اثباته او نفيه بشكل قاطع .. فلا يوجد داعي لطرحه.

اجل وش ابي انا بفتح الموضوع ؟؟

لنعد الى بداية الحديث مجددا عندما تحدثت عن قضية زواج المثليين .. النقطه التي اشرت لها انها لفتت انتباهي في ذلك الوقت هي تصريحات لبعض الناشطين في دعم هذا الموضوع .. من المعروف ان هذه القضية كانت قضية جدلية جدا وحساسة عند المجتمع الامريكي وتشهد شد وجذب كبيران بين المؤيدين والمعارضين .. القوى التقليديه في المجتمع الامريكي ترفض الامر هذا تماما .. لذلك اوجد المؤيدون له شبكات متعدده للعمل في مختلف ولايات امريكا لدعم اقرار زواج المثليين ومقاومه اي تشريعات او جهود تمنعه.

مالفت انتباهي هي تصريحات لبعض العاملين في هذه المنظمات باحساسهم بالفراغ بعد صدور الحكم .. لانه ببساطه حكم ملزم للجميع في كل انحاء الدولة لايمكن نقضه ولا الاعتراض عليه ولا رفعه الى سلطات اعلى.

بح .. نقطة ومن اول السطر .. هؤلاء الناس احسوا فجأه انهم قفزوا في الهواء .. القضية حسمت .. صحيح انها حسمت لصالحهم .. ولكنها حسمت وانتهى الموضوع ولم يعد هناك مجال للعمل اكثر.

بربط الامرين معا يظهر السؤال واضحا .. كم شخص او جهه لدينا مستفيده من اجترار الصراع مرارا وتكرارا .. كم شخص سيفقد هدفه ومسعاه .. وربما احد مصادر رزقه .. لو خمد الصراع وحسمت بعض او كل هذه القضايا سواء لصالحه او ضده .. كم شخص يهمه بقاء هذه القضايا معلقه غير محسومه ليبقى في واجهته بكل ما توفر له سواء كان ماديا او معنويا لذلك يحرص على بقاء الامر معلق والصراع متكرر والاجترار مستمر ؟؟

سؤال معلق لا املك له اجابة .. فهل تملكها انت؟؟

احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
8 فبراير 2016