مع اتساع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي اصبح لدينا منفذ جديد لممارسة التعبير لم يكن موجودا لدينا سابقا .. وهذا انتج فوضى من نوع جديد ووضعنا امام صدامات ومصطلحات جديدة ربما لم تكن تخطر ببال كثير منا سابقا .. حرية التعبير .. خطاب الكراهية .. التحريض .. وغيرها من المصطلحات والمفاهيم الجديدة علينا.
هذا الاعصار الذي عصف بنا ليس مستغربا .. هم يعانون منه في الغرب مع هبة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي .. فمابالك بنا نحن .. فوضعنا مختلف لعدة عوامل .. نحن لم يكن يوجد لدينا حراك اجتماعي سابقا .. لايوجد منتديات اجتماعية يمارس من خلالها الحراك الاجتماعي والثقافي والسياسي .. كما ان المنابر لدينا كانت دائما محدودة وبعضها ضعيف وكلها بلا استثناء مسيطر عليها من قبل فئات محدده تقاسمتها وسيطرت عليها.
حراكنا محصور في اغلبه باحتكاكنا داخل مجتمعاتنا الاسرية والمجتمعية اللصيقه والتي تحكمها اعتبارات وعوامل اجتماعية وثقافية كثيرة تجعل ممارسة التعبير والحراك من خلالها شبه معدوم.
اذا ما اخذنا كل ذلك بالاعتبار .. ونظرنا الى النقلة الكبيرة التي احدثتها وسائل التواصل الاجتماعي خلال العشر او الخمسة عشر سنة الماضية بداية من منتديات الانترنت ووصولا الى التويتر والسنابتشات اليوم .. نستطيع تخيل حجمها الكبير .. وربما المخيف .. خلال هذا الوقت القصير نسبيا .. وبالتالي نتفهم ان كل ما يحدث هو مخاض طبيعي .. بل قد يمكن المجادلة باننا في الواقع تمكنا من ركوب الموجه بنجاح معقول وان الظواهر السلبية اقل مما كان يمكن ان يحدث لو كنا اقل قدرة على الاستيعاب والتأقلم مع الادوات والاوضاع الجديدة.
لكن دراسة مثل هذه التغيرات وتأثيرها وطريقة تعامل المجتمع معها يستلزم دراسات علمية يقوم بها متخصصين لنتمكن من الوصول لاحكام دقيقه حول مدى وكيفية تأثير وتأثر المجتمع بها .. لذا فهذا ليس غرض مقالي اليوم .. بل هو مقدمة لبضعة مقالات انوي كتابتها خلال الفترة القادمة ان شاء الله لمناقشة بعض المصطلحات التي استجدت علينا نتيجة لهذه النقلة .. وذلك بغرض فهمها ضمن سياقها الثقافي الذي نشأت فيه اولا .. وتصحيح طريقة استخدامها ثانيا .. وتكييفها حسب سياقنا الفكري والثقافي ثالثا.
بهذه الطريقة سنتمكن من الجهة الاولى من تبنيها بطريقة ايجابية .. ومن الجهة الثانية تلافي استخدامها كعناوين براقه نرددها دون فهم حقيقي لمحتواها .. او لاستخدامها كسلاح ضد مخالفينا في الرأي مهما كان محتوى وطبيعة النقاش الذي نخوضه معهم او ضدهم.
سأضع مجموعة المقالات هذه تحت وسم واحد هو (مصطلحات مستجدة) سأستخدمة في المدونة وفي روابط المقالات في تويتر كما سأرقم المقالات واضع في داخل كل منها رابطا للمقال الذي يسبقه وذلك بغرض تسهيل الوصول لها جميعا وبتتابع سليم ان شاء الله .. التقيكم قريبا جدا ان شاء الله مع المصطلح الاول (حرية التعبير) في المقال التالي.
احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
١٢ مارس ٢٠١٧