السعوديون وهموم الامه .. كيف .. لماذا .. ولأي درجة؟؟

السعوديون كانوا دائما اممين .. يمينهم يميل للامة الاسلامية ويسارهم للامة العربية .. دائما في الواجهه وعلى رأس الدعم والتأييد لاي قضية تخص عربا او مسلمين .. من حرب ٤٨ ل ٦٧ ل ٧٣ ل ٨٢ وحتى ٢٠٠٦ مرورا بقضايا الجزائر و ولبنان وسوريا و بورما وافغانستان والشيشان والبوسنه والهرسك الخ.

الاهتمام بهذه القضايا والتعبير عنه بالتأييد والدعم بكافة اشكاله كان دائما هما شعبيا سعوديا على جميع مستويات وطبقات وتوجهات المجتمع السعودي.

لكن المتابع للحراك السعودي مؤخرا .. خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي .. لايستطيع الا ان يلحظ نغمة جديدة تتصاعد .. هذه النغمة تصر على اننا غير معنيين بقضايا الامة كثيرا .. اي امه.

هذا ليس غريبا ابدا فاسبابه واضحه .. فقضايا السعوديين سواء في حرب صدام على الخليج او حرب اليمن او احداث سبتمبر او حتى القضايا الخليجيه مثل احداث البحرين كانت تتلقى ردة فعل مختلفه تماما من الشعوب المحيطة.

تجربة بعد تجربة يرى السعوديون قطاعات واسعة من شعوب تعاطفوا معها وبذلوا كل مافي قدرتهم .. واحيانا مايفوق قدرتهم .. لدعم قضاياهم .. يكشرون عن انيابهم ويدعمون من يعاديهم باندفاع وقوة .. وبطريقة لا تخلو من درجات من الحقد وحتى الشماته.

لايوجد احصاءات ودراسات دقيقه ترصد حجم هذا التوجه الصاعد في المجتمع السعودي لذا لايمكن اصدار احكام دقيقه حول مدى تبنيه داخل المجتمع السعودي .. خصوصا ان الاصوات والآراء التقليدية المغرقة في الاممية ووجوب التعاطف والدعم اللامحدود لكل قضية تخص عربي او مسلم مازالت عاليه وتجد صداها وتأييدها الخاص.

شخصيا لست مع الانسلاخ الكامل من قضايا محيطنا .. فهذا التوجه يمكن ان يكون خطيرا .. لكني مع من يقول بان دعمنا وتعاطفنا يجب ان لايكون غامرا وغير مشروط .. القوه في الاجتماع .. والعود يصبح كسره اصعب كثيرا اذا كان في حزمة .. لكن عودنا لايجب ان يكون في حزمة غيرنا ونحن وحيدين في قضايانا.

يجب ان تفهم بقية الاعواد ان وقوفنا معها ليس واجبا مطلقا ليس لنا خيار فيه .. يجب ان تعرف انه مشروط بوقوفها معنا .. وان من لا يؤيد قضايانا لن يلقى منا اي تعاطف او دعم .. لايوجد ما يمنع ان نتسامح .. لكن يجب ان لا ننسى ابدا.

نحن ليس علينا واجب اخلاقي غير مشروط تجاه اي احد .. واجبنا مشروط بقيام الآخرين بواجباتهم تجاهنا .. وبنفس الدرجه من القوه والوضوح .. من يتردد لحظه في دعم قضايانا يجب ان يعرف انه سيدفع ثمن ذلك بفقد تعاطفنا ودعمنا لقضاياه.

الاستثناء الوحيد من ذلك هو دول الخليج .. علاقتنا مع دول الخليج مختلفه ويجب ان تستمر كذلك .. هم فقط من يدعم قضايانا دعما غير مشروط وبلا تردد وهم فقط من يجب ان ندعم قضاياهم بدون تردد ولا تفكير.

ما فعلناه كخليجيين مثلا في غزو الكويت ليس جميلا ولا فضلا .. بل هو واجب علينا وحق مطلق للكويت واهلها .. وحتى لو حدث شد هنا او خلاف هناك .. فالاخوه يختلفون ويتعاركون .. لكنهم في نهاية المطاف اخوه .. تأييدهم مطلق ومواقفهم عند الحاجه امر مفروغ منه.

احمد الحنطي
هيوستن .. تكساس
٥ فبراير ٢٠١٧